بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين.
يقول الله تعالى:
[ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ]
في هذه الآية الجليلة جاء ذكر الأسماء الحسنى مع ذكر الصلاة ليدلنا سبحانه على أهمية الصلاة وبركتها وعظمتها كما أنها ذكرت في القرآن 99 مرة
,
فالصلاة هي قرة العين , ومتعة المؤمن في الدنيا , وهي أهم الأعمال وأول ما يحاسب
عليه الإنسان يوم القيامة , وقد سماها الله تعالى إيماناً، وجعلها النبي
صلى الله عليه وسلم إيماناً، كما أنها فُرضت على جميع الأنبياء , والمرسلين
وأتباعهم، فهي أم العبادات , ولها خصائص كثيرة تبين مدى مكانتها عند الله عز وجل , فلمذا كل
هذه الاهمية للصلاة ؟
الكثير منا يعتقد ان الصلاة فقط عمل فرضه الله عليه , وأنه يجب عليه أن
نصلي , وهذا خطأ لأنه وبكل تأكيد سيحس بثقل الصلاة , ولن يخشع أبدا فيها ! لأنه يريد فقط أن ينتهي من صلاتــه , وعلينا أن
لا ننسى , أنه عندما نصلي لمجرد انها فرض فهي , ناقصة وغير كاملة , بل الصحيح أن
نصلي لأنها لذة ولننا نحب أن نصلي , فالصلاة ليست غرامةً تُؤدَّى, بل هي أمانةٌ
يُؤدِّيها المسلم كلَّ يوم خمسَ مرَّات جماعةً , فيشهد له بالوفاء , والصِّدق , والإخلا
, كما أنها أيضا لا تعتبر مَضيَعة للوقت,
فعندما ينسل الإنسان من ضَوْضاء العمَل , وصَخب الرائحين , والغادِين , فيقف في
مُصلاَّه , فسوفَ تهدَأُ نفسُه , ويطمئنُّ قلبُه , ويستريحُ جسمه , وينطَفِئ غضبه ,
فقد كان النبي صلى اله عليه وسلم كلما عادَ منهكَ القوَّة من قِتال الأعداء قال
: «يا
بلال، أرِحْنا بها»؛ أي: بالصلاة.
اما السبب الذي يجعلنا نصلى , فهو أن هذه الصلاة تعتبر بشكل أو بآخر ,
حاجة ضرورية , تستدعيها الحياة كالطعام والشراب , فكما ان الطعام والشراب قوام
الجسم , فالصلاة قوام الروح , وهي سبب طمأنينة الإنسان , بحيث ترفع صاحبها عند ربه
, بعيدا عن سفاسف الأمور , فيستقيم في شؤون حياته , كما أنها الحد الفاصل بين
الكفار والمؤمنين , فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
«بين الرجل وبين الكُفر تركُ الصلاة» رواه أحمد
«بين الرجل وبين الكُفر تركُ الصلاة» رواه أحمد
فالصلاة وسيلة لتهذيب الأخلاق , وهي أيضا تحول بين الإنسان وبين
الفساد , والفحشاء , والمنكر وكذا الزيغ , كما أنها تمنع الإنســـان من ارتكاب
المنكرات , لأنه بكل بساطـة , يعرف أنه سيقف بين يدي ربه للصلاة ويعلم أيضا أنه
سبحاه وتعالى غير محتاج إطلاقا لصلاتنا , بل نحن من هم بأمس الحاجة اليها , فلقد
خلقنا الله تعالى عراة ضعافا , فقوانا وغدانا , كما أنه مدنا أيضا بالصحة والعقل
والجسم , وهو الذي بيده ملكوت كل شيء , فالصلاة نور يزيل لصاحبه ضلال الزيغ , والباطل
, كما انه علينا أن نعلم , بان الصلاة عامل كبير ومهم في الابتعاد
عن المعاصي , و لتنجو من العذاب الأليم .
لذلك عليك أخي المسلم، أن تحرِصْ على أداء الصلاة، وإذا كنتَ
مُتَكاسلاً عن أدائها , فهذه فُرصَةٌ عظيمةٌ , أنْ تَعقِدَ العزْم على أدائِها
جماعةً في المسجد، وتستمر عليها طوال العام لكي تنعم بخـــير الدنيا والآخـرة .

.jpg)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire