أما بعد : سنناقش في نصنا اليوم موضوعا مهم بشكل كبير
والإجابة عليه تعتبر مهمة أيضا بحيث تمكن الواحد منا بأن يسعد في حياته وأن يحل كل مشاكله والتي
غالبا ما يصطدم بها في حياته اليومية , أما الموضوع فهو السبب من خلق الإنسان وبكل
بســـاطة لماذا خلقنا الله ؟ .
سنبدء بقراءة هذه الأية الكريمة يقول الله عز وجل في محكم آياته , وأصدق تأويله
: ) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ
(
’ 115 ’ [سورة : المؤمنون] ) مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ
( ’ 5 ’ [سورة : يونس]
كما هو معلوم فإن الله تعالى غني الخلق أجمعين وغني عن عبادتهم
وطاعتهم , فهو سبحانه لا تضره معصية العاصين ولا تنفعه طاعة الطائعين , في نفس
الوقت يجب علينا أن نعلم بأنه ما من شخص عاقل على وجه الأرض يعمل عمل معين من دون
هدف , يكفي أن نبحت قليلا للوصول للإجابة المرجوة ولعل ما يساعدنا علي إدراك
الجواب هو قراءة هذه الأية الكريمة حيث يقول الله عز وجل في كتابه العزيز وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( ’ 56
’ [سورة : الذاريات] )
إذن الهداف من خلق الله عز وجل هو أن نعبده سبحانه وتعالى بحيث تعتبر العبادة هي
السبب الرئيسي من خلق الإنسان , فهذه العبادة , هي حق الله على العباد والهدف من خلق الله
عز وجل للبشر , فالله جل شأنه هو الرب ,
الخالق , الملك , الحق , الذي يستحق العبودية لوحده , دون شريك له في مقابل خلقه لنا , وهذه الصفات , تعتبر من صفات الجلال والكمال ,و
كما أنه سبحانه يحب ويكره , فإنه يحب أن يوحَد , وأن يعبَد ويمجد , فهو عز وجل , يحب
العبادات من عباده , أي نحن , كما أننا يجب أن نعبده , طلبا لجنته , وخوفا من ناره,
وذلك في مقابل خلقه
لنا في أحسن صورة .
وبمأن العبادة مقتضية بأسمائه
وصفاته العلى , وكذاك لكمال ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته , وجب علينا أن نعبد ونمجده سبحانه وتعالى , لكي نعيش
ونستمر في حياتنا بشكل يسير ومفيد لنا , فقد
أنعم علينا نعما لا تعد ولا تحصى , ولو فكرنا قليلاً و أنعمن النضر في
نعم الله عز وجل علينا , و تأملنا في هذا الكون الذي جعله الله مسخراً لنا
برحمته و جوده و فضله ، ونظرنا كيف ميزنا الله عن باقي المخلوقات الكثيرة والمختلفة في جمال
أشكالنا وكمالنا، ورقي معيشتنا , وغذائنا وكرامتنا , بالمقارنة معها , لعرفنا أن
الله سبحانه وتعالى خلقنا لأنه يحبنا، وخلقنا من أجل السعادة والخلود، وأعطانا
الحياة الدنيا هدية ومحبة منه، وفرصة ذهبية لا تعوض لكي نتعرف عليه ونتقرب منه
فنفوز بنعيم الحياة الأخرى الأبدية، أي أن السبب من
خلق الله عز وجل للبشر هو حبه لنا , لذلك من الواجب علينا جميعا , في مقابل هذا العطاء الإلهي العظيم
والمستمر , وعلى هذا الحب الكبير أن
نبادل الله العظيم بالحب الدائم والشكر
المستمر والعبادة المستمرة .
وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والصالحين نبينا محمد
وعلى أله وصحبه أجمعين .
العنوان مثير للغاية
RépondreSupprimerنتمني أن يكون الموضوع بحجم العنون
RépondreSupprimer