mardi 4 novembre 2014

لماذا نكتب؟

موضوعنا اليوم موضوع ملموس للغاية حيث أنه من أكثر الأفعال التي يقوم بها اللإنسان الغير الأمي في كل اليوم , و الذي يتمثل في الكتابة ,  فرغم أنه مند الصغر و  دخولنا المدرسة إلي كبرنا ونحن نكتب و لكن رغم كل ذلك يبقى السؤال لماذا نكتب  !! ؟



تعتبر الكتابة إحدى طرق الفعالة لإثبات الوجود في هذا العالم , و دليل قاطع علي أنك عشت على هذه الأرض كما أنها  أفضل وسيلة لكلام و الإعتراف بالواقع الذي لا يمكن أن تقوله للآخر إما خوفا أو خجلا ,  ولكنك أمام الأوراق البيضاء تتفكك من جميع القيود فتفضح  ذاتك وتكشف عن حقيقتك بدون كذب أو خوف أو نفاق  فتبوح عن  ما تشعر به بدون أية مشاعر قد تعيقك , فالكتابة يمكنها أن تحمي الفرد من  الجنون أو الإنفجار حيث تخفف عنه شعوره بالوحدة و الضيق , كما أنها توفر له قدراً من التوازن النفسي  , وتعطي مساحة فارغة للتفريج عن المشاعرك و التعبير عن الضيقك و إحباطاتك وهمومك وهواجسك و حتي أحلامك , ولكن هناك من يكتب ليشعل  شمعة الأمل بمشاعره وكلماته .

كما أن هناك من يكتب لأنه يعشق الزهور ويخاف عليها من الذبول ، فيحاول عابثًا وصْفَ خدودها الخَجْلاء , وعيونها العسلية , وأنفاسها العاشقة , بعكس من يكتب لأنه سَئِم الكلام الذي سَرعان ما يتبخَّر في الهواء ,  ونكتب لأن العُقلاء أصابهم  الملُّل من عقولهم  وإشتهوا بعض شطحات الجنون  وإختراق أسوار المستحيل ,  كما أن هناك من يعتبر الكتابة واجب إنساني وأخر من يعتبرها مهمة إجتماعية بحكم أنه لا يكتب لنفسه وإلا سميت خواطر ,  بل يكتب للمجتمع و لمن يهمه الأمر , و هناك أيضا من يكتب للإفلات من سجن الجسد , بعكس من يعتبرها رغبة في الخلود على سبيل المثال أفلاطون و الذي مازال يذكر إلى زمننا هذا فرغم موته إلا أن أفكاره مازلت على قيد الحياة ,
ونكتب لنتقدم و نطور روح الخطاب بعقلية المشاركة لا المغالبة ولنعرف بأن الكتابة تملك  مخارج  كما تملك ردود أفعال قد تؤدي إلى جرح لا يندمل وصداع لا ينقطع , لأننا نكتب بهدف التوعية والرقي بحماية الحق من الضياع  وليس من أجل  إرضاء المريدين والأتباع  , حيث أن في العقل ترتسم الطريق و ليس بكمية المخاوف  في القلب التي لا تغيب , و نكتب ونحن متأكدين بأن الكتابة النزيهة في هذا الزمن  كمن يمشي على رؤوس أصابع قدميه في حقل مملوء بالألغام لا يعرف صاحبه كيف نجى , لأن الكتابة غالبا هي شكل من أشكال المقاومة والرفض والتمرد السلمي على أمور لا تنصاغ لها العقول الحرة ليتمخض منه مبدأ متحرر يرتقي بالأمل لغاية و هي العيش وفق ظروف أفضل , وهنا يتجلي الواجب الإنساني للكتابة , كما يمكن الإستعانة بالكتابة من أجل الفضفضة و لمشاركة الآخرين ومخاطبتهم  والتفاعل معهم , و نكتب لأننا نعشق الكتابة وحينما نشتاق نُعانق القلم بدون أخد الأذن و نراقصه بدون أي خجل و عندما يخجل القلم نضمه إلينا , فنحس بالعذاب  وتتلاعب بنا أوهام الضياع فنقاتل من أجل الكتابة رغم رفض القلم و صلابة الحبر وصَمم الورق , فنتحدى المستحيل لنكتبَ , لأن خلف القلم أسدا مضطربًا في أسْرِه , وبُركان يتململ من هدوئه , ويَشتاق  لتفجير حِمَمه النارية  الحمراء لتحرقَ الغابة الكهلة  الهزيلة ، وتهب رمادها هدية  لغدٍ أفضل وغابةٍ أجمل , كما أن الكتابة نبتة نرويها بنزيف مشاعرنا , ولأن الإنسان أحيانا يحب أن يقرأ نفسه لا أن يراها أو يسمعها فأحيانا تصاب أقلامنا بالكسل فنستسلم للخمول فنحتاج لمن ينشطها , فاليوم نكتب لكى نجيب على السؤال  وغدا لا نعلم هل سيبقى السؤال لماذا نكتب !!؟ أو سيظهر سؤال أخر .

7 commentaires:

  1. تتمرد علي القلم كما تتمرد علي كرة في الملعب كما يقال اد لم تاتي بالقلم تاتي بالقدم

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. و هنا في حالتي أتت بالعكس لأنها لم تأتي بالقدم هههه ه ه

      Supprimer
  2. مزيدا من التألق و العطاء

    RépondreSupprimer
  3. صحيح فبالكتابة نوثق كل ما فعلنا وبالكتابة نتذكر ما نسينا
    وكما قيل ما كتب قر وما حفظ فر

    RépondreSupprimer