موضوعنا اليوم موضوع ملموس للغاية حيث أنه من أكثر الأفعال التي
يقوم بها اللإنسان الغير الأمي في كل اليوم , و الذي يتمثل في الكتابة , فرغم أنه مند الصغر و دخولنا المدرسة إلي كبرنا ونحن نكتب و لكن رغم كل ذلك يبقى السؤال لماذا نكتب !! ؟
تعتبر الكتابة إحدى طرق الفعالة لإثبات الوجود في هذا العالم
, و دليل قاطع علي أنك عشت على هذه الأرض كما أنها أفضل وسيلة لكلام و الإعتراف بالواقع الذي لا يمكن
أن تقوله للآخر إما خوفا أو خجلا , ولكنك أمام
الأوراق البيضاء تتفكك من جميع القيود فتفضح
ذاتك وتكشف عن حقيقتك بدون كذب أو خوف أو نفاق فتبوح عن
ما تشعر به بدون أية مشاعر قد تعيقك , فالكتابة يمكنها أن تحمي الفرد من الجنون أو الإنفجار حيث تخفف عنه شعوره بالوحدة و الضيق , كما أنها توفر له قدراً من التوازن النفسي
, وتعطي مساحة فارغة للتفريج عن المشاعرك و التعبير عن الضيقك و إحباطاتك وهمومك
وهواجسك و حتي أحلامك , ولكن هناك من يكتب ليشعل
شمعة الأمل بمشاعره وكلماته .
كما أن هناك من يكتب لأنه يعشق الزهور ويخاف عليها من الذبول
، فيحاول عابثًا وصْفَ خدودها الخَجْلاء , وعيونها العسلية , وأنفاسها العاشقة , بعكس
من يكتب لأنه سَئِم الكلام الذي سَرعان ما يتبخَّر في الهواء , ونكتب لأن العُقلاء أصابهم الملُّل من عقولهم وإشتهوا بعض شطحات الجنون وإختراق أسوار المستحيل , كما أن هناك من
يعتبر الكتابة واجب إنساني وأخر من يعتبرها مهمة إجتماعية بحكم أنه لا يكتب لنفسه وإلا
سميت خواطر , بل يكتب للمجتمع و لمن يهمه الأمر , و هناك أيضا من يكتب للإفلات من سجن
الجسد , بعكس من يعتبرها رغبة في الخلود على سبيل المثال أفلاطون و الذي مازال يذكر إلى زمننا
هذا فرغم موته إلا أن أفكاره مازلت على قيد الحياة ,
ونكتب لنتقدم و نطور روح الخطاب
بعقلية المشاركة لا المغالبة ولنعرف بأن الكتابة تملك مخارج كما
تملك ردود أفعال قد تؤدي إلى جرح لا يندمل وصداع لا ينقطع , لأننا نكتب بهدف التوعية
والرقي بحماية الحق من الضياع وليس من أجل إرضاء المريدين والأتباع , حيث أن في العقل ترتسم الطريق و ليس بكمية المخاوف في القلب التي لا تغيب , و نكتب ونحن متأكدين بأن
الكتابة النزيهة في هذا الزمن كمن يمشي على
رؤوس أصابع قدميه في حقل مملوء بالألغام لا يعرف صاحبه كيف نجى , لأن الكتابة غالبا هي شكل من أشكال المقاومة والرفض والتمرد السلمي على أمور لا تنصاغ لها العقول الحرة ليتمخض
منه مبدأ متحرر يرتقي بالأمل لغاية و هي العيش وفق ظروف أفضل , وهنا يتجلي الواجب الإنساني
للكتابة , كما يمكن الإستعانة بالكتابة من أجل الفضفضة و لمشاركة الآخرين ومخاطبتهم والتفاعل معهم , و نكتب لأننا نعشق الكتابة وحينما
نشتاق نُعانق القلم بدون أخد الأذن و نراقصه بدون أي خجل و عندما يخجل القلم نضمه
إلينا , فنحس بالعذاب وتتلاعب بنا أوهام الضياع
فنقاتل من أجل الكتابة رغم رفض القلم و صلابة الحبر وصَمم الورق , فنتحدى المستحيل لنكتبَ
, لأن خلف القلم أسدا مضطربًا في أسْرِه , وبُركان يتململ من هدوئه , ويَشتاق لتفجير حِمَمه النارية الحمراء لتحرقَ الغابة الكهلة الهزيلة ، وتهب رمادها هدية لغدٍ أفضل وغابةٍ أجمل , كما أن الكتابة نبتة نرويها
بنزيف مشاعرنا , ولأن الإنسان أحيانا يحب أن يقرأ نفسه لا أن يراها أو يسمعها فأحيانا
تصاب أقلامنا بالكسل فنستسلم للخمول فنحتاج لمن ينشطها , فاليوم نكتب لكى نجيب على
السؤال وغدا لا نعلم هل سيبقى السؤال لماذا
نكتب !!؟ أو سيظهر سؤال أخر .
Nice report i like it bro
RépondreSupprimerتتمرد علي القلم كما تتمرد علي كرة في الملعب كما يقال اد لم تاتي بالقلم تاتي بالقدم
RépondreSupprimerو هنا في حالتي أتت بالعكس لأنها لم تأتي بالقدم هههه ه ه
Supprimerمزيدا من التألق و العطاء
RépondreSupprimerشكرا لك علي التفاعل
Supprimerصحيح فبالكتابة نوثق كل ما فعلنا وبالكتابة نتذكر ما نسينا
RépondreSupprimerوكما قيل ما كتب قر وما حفظ فر
أكيد جزاك الله علي التفاعل
Supprimer